لا لمشاركة الديمقراطيين في حكومة مع حركة النهضة

لا لمشاركة الديمقراطيين في حكومة مع حركة النهضة   

 

يطغى انقسام وتشتت القوى المدنية والديمقراطية على المشهد السياسي الحالي، وهي نتيجة لا مفر منها بعد رفض عدد من المكونات تأسيس جبهة انتخابية موحدة لمواجهة النهضة ومشتقاتها...

ويتساءل العديد من الديمقراطيين والديمقراطيات بكل حيرة  : لفائدة من نصوت يوم الاقتراع ؟ ويطرح نفس التساؤل عدد كبير من المواطنين والمواطنات ويستنجدون بالمناضلين الديمقراطيين لإنارتهم...

لا تفصلنا اليوم على الانتخابات سوى بضعة أيام ، فان المشهد يتميز مع الأسف بتشتت القوى المناهضة للظلامية..ويشكل هذا الوضع عاملا يخدم بقوة مصلحة النهضة وقوائمها ، مما سيمكنها من الخروج بأخف الأضرار من العملية الانتخابية ، أضعف مما كانت عليه دون شك ، لكن بمجموعة برلمانية هامة تبقيها كإحدى القوى الرئيسية في البرلمان وفي البلاد، وهذا في حد ذاته ثمنا تدفعه كل القوى المدنية والديمقراطية جراء تشتتها وانقسامها..                    

في هذه الظروف ، وفي خطاب انتخابويا ،يدعي راشد الغنوشي أن حركته ستكون الناجح الأول في الانتخابات و من ثم يقدم نفسه كرجل سياسي منفتح ، متسامح  ،توافقي وحتى ديمقراطي ، بما أنه يقترح على خصومه في الانتخابات أن يتحولوا بعد أسبوعين الى شركاء له في حكومة الجمهورية...                 

اذن والحالة هذه : لمن نصوت وندعو للتصويت ؟ نريد أن نكون واضحين وبعيدين كل البعد  عن كل لبس وكل تلاعب سياسوي..من الواضح اليوم أنه من أكبر الأخطار والتهديدات التي ينبغي تجنبها ، هو أن تجد البلاد نفسها غداة 26 أكتوبر ، بحكومة يشارك فيها النهضويون ، سواءا تصدرت النهضة نتائج الانتخابات أو حظيت بالمرتبة الثانية فقط...ان مسألة تركيبة الحكومة أصبحت مسألة مركزية....نحن لا نريد ، بأية  حالة من الحالات ، أن تشارك الأحزاب المدافعة عن الدولة المدنية والديمقراطية والرافضة للظلامية في حكومة تشارك فيها حركة النهضة المسؤولة  عن الاغتيالات السياسية ، والرش بسليانة ، وجهاد النكاح ، وارسال الاف "الجهاديين" الى سوريا ، والتسيب والتواطىء تجاه الارهاب ، علاوة على تحويل الاف المساجد الى أوكار للعنف والتكفير والتحريض والدعوات العلنية للقتل ، وتضاعف مؤشر البطالة مرتين ونصف ، ومحاولة دسترة نظرية "المرأة المكملة للرجل " ، والتدهور المستمر للاقتصاد ،و التضخم المالي الحاد ، وميليشيات 9 أفريل 2012 في شارع الحبيب بورقيبة ،والاعتداءات والاعتقالات والمحاكمات الظالمة ضد الفنانين والشباب..           

لا يمكننا أن نتصور أي "تعايش حكومي" مع النهضويين ومشتقاتهم لأن مثل هذا التعايش لا يمكن الا أن يشكل اهانة لروح شهدائنا ولمئات الالاف من التونسيين والتونسيات الذين تجندوا بكثافة منقطعة النظير في الفترة الممتدة بين جويلية وسبتمبر2013 في العاصمة كما في كل أرجاء البلاد ونجحوا في طرد حكومة النهضة وترويكتها..                                                                    

لذلك نؤكد بكل قوة : ان الأعداد الكبيرة من الديمقراطيين والديمقراطيات وكل الذين يعشقون هذا البلد لن يصوتوا ولن يدعوا للتصويت الأ للأحزاب التى تلتزم من الأن ويصفة علنية ودون مراوغة بعدم مشاركتها في أي حال من الأحوال في حكومة تشارك فيها النهضة أو حتى مجرد مساندة لحكومة من هذا القبيل ، وذلك مهما كانت الظروف ومهما كانت نتيجة الانتخابات..                               .

ان موقفنا هذا يمكن اعتباره الحد الأدنى المطلوب الذي يشكل خطا أحمر...وعلى هذا الالتزام أن يكون رسميا ، علني ، وواضحا وغير قابل للتأويل..ونضيف ما يلي : في هذه الأوقات الرديئة ، كل شيء يتطلب التوضيح ، فلم يعد هناك مواقف غير قابلة للتأكيد بل كل شيء وكل موقف في حاجة الى ذلك ، خاصة في هذه الظروف المتصفة بالالتباس في المواقف والتصريحات ،بل وتهيمن فيه "ثقافة الغموض ...........                                                                  

                                                تونس في 13 أكتوبر